يشهد قطاع التكنولوجيا المالية نمواً غير مسبوق في منطقة الشرق الأوسط. لكن تحسن الأداء يعني بالضرورة ازدياد المنافسة وحاجة الشركات إلى تمييز نفسها عن الآخرين في الأسواق المزدحمة. وقد أصبحت تجربة العملاء ساحة منافسة رئيسية يتسابق فيها مقدمو الخدمات في جميع أنحاء المنطقة للتخلص من العقبات التي تعترض تأهيل العملاء الجدد وبذلك ضمان تقديم تجربة عملاء سهلة وسلسة.
فهم نمو التكنولوجيا المالية في الشرق الأوسط
على مدى سنوات، رجّح الخبراء أن تصبح منطقة الشرق الأوسط قوة عالمية في مجال التكنولوجيا المالية. واليوم، يشهد هذا القطاع بالفعل نمواً سريعاً غير مسبوق.
والاستثمار الكبير في الترويج لأبوظبي والبحرين ودبي والرياض باعتبارها مراكز عالمية للتكنولوجيا المالية يعني أن هذا القطاع كان المتلقي الرئيسي لاستثمارات رأس المال المخاطر على مدى السنوات الأربع الماضية. بين عامي 2021 و2022، ارتفع تمويل المشاريع في قطاع التكنولوجيا المالية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا من 587 مليون دولار إلى 925 مليون دولار، بزيادة قدرها 58% (صندوق النقد الدولي).
كما ينعكس هذا النمو أيضاً في الإيرادات. حيث يتوقع صندوق النقد الدولي أن تزيد إيرادات التكنولوجيا المالية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وباكستان من 1.5 مليار دولار في عام 2022 إلى 3.5 - 4.5 مليار دولار بحلول عام 2025.
وكما هو الحال مع أسواق التكنولوجيا المالية الناجحة الأخرى، فإن النمو مدفوع بالمنافسة بين المؤسسات المالية الراسخة في السوق وجيلٍ جديد من الشركات الناشئة الثورية. يبحث المستهلكون اليوم عن طرق جديدة للوصول إلى الخدمات المالية، خاصةً في ظل فشل الأنظمة التقليدية في مواكبة التطورات الرقمية في قطاعاتٍ أخرى. كما تشكّل التركيبة السكانية الشابة لمنطقة الشرق الأوسط عاملاً هاماً آخر في نمو هذا القطاع، حيث تبلغ أعمار 55% من السكان 30 عاماً أو أقل، مقارنة بنحو 36% في دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية (OECD). والذي يُترجم إلى قاعدة كبيرة من المستهلكين الرقميين المتعطشين لحلول التكنولوجيا المالية المبتكرة.
العمليات اليدوية تستغرق وقتاً طويلاً وهي مكلفة ومحبطة
من هذا المنطلق، تحتاج شركات التكنولوجيا المالية إلى تمييز نفسها عن الآخرين. وواحدة من أكثر الطرق فعالية للقيام بذلك هي بتحسين تجربة العملاء. وعملية تأهيل العملاء الجدد هي المكان المثالي للبدء. فهي تشكّل واحدة من أولى تفاعلات المستهلكين مع أي مؤسسة للتكنولوجيا المالية وتحدد عادةً مسار التفاعلات المستقبلية.
ومع ذلك، فإن عملية تأهيل العملاء السريعة والسلسة والمرضية لا تخلو من تحديات. ففي حين تعتبر سرعة وبساطة العملية أمراً بالغ الأهمية، إلا أن الأمن السيبراني والتحقق وثقة العملاء لا تقل أهمية. لكن لسوء الحظ، عادةً ما تعمل هذه الأخيرة على إبطاء إجراءات تأهيل العملاء.
يكمن التحدي الأكبر في تسريع عملية تأهيل العملاء وتسهيلها للمستهلكين دون المساس بالأمن. ويمكن أن تساعدنا الحلول الرقمية المتطورة في تحقيق ذلك.
تبسيط إجراءات التعرف على العميل والتحقق من الهوية
تعد متطلبات التعرف على العميل (KYC) إحدى العقبات الرئيسية التي تحول دون تأهيل العملاء بسرعة وسهولة. وهو إجراء أمني ضروري يتضمن عادةً إجراءات ورقية طويلة ومعقدة ومتكررة وتتطلب حضور العميل شخصياً. وينتج عن ذلك تجربة عملاء محبطة ودون المستوى الأمثل ومساحة كبيرة للتحسين.
وفي هذا الخصوص، تعد حلول التأهيل الرقمي للعملاء و التعرف الإلكتروني على العملاء من مركز الوثائق الإلكتروني أمثلة ممتازة على كيفية تمكين التكنولوجيا لتحقيق مثل هذه التحسينات. حيث تقوم هذه الحلول بقراءة البيانات واستخراجها من بطاقات الهوية الوطنية، وباستخدام تقنية التعرف على الوجه والمعلومات الملتقطة، تتحقق من البيانات من جهات إصدار وثائق إثبات الهوية الرسمية.
تتميز الحلول بأنها متوافقة تماماً مع لوائح الهيئة الاتحادية للهوية والجنسية والجمارك وأمن المنافذ، وتستخدم التوليد التلقائي للبيانات والتكامل السهل مع النماذج الرقمية والواجهات الخلفية لتبسيط إجراءات تأهيل العملاء. وتمكّن المؤسسات من تأهيل العملاء بسهولة وراحة من منازلهم، وتلغي الحاجة إلى حضورهم الشخصي إلى الأفرع والمكاتب.
أتمتة المسح الضوئي للوثائق وجمع البيانات
قد تتطلب إجراءات تأهيل العملاء تقديم وثائق هامة، خاصةً في المعاملات بين الشركات (B2B)، حيث قد يعني تأهيل عميل جديد من الشركات المسح الضوئي للتراخيص التجارية ونماذج الطلبات ووثائق أخرى. وهنا، يمكن أن تحل تقنية الاستخراج الآلي للبيانات محل العمليات اليدوية التي تستغرق الكثير من الوقت والمعرضة للأخطاء، مما يوفر على شركات التكنولوجيا المالية الكثير من المال.
ويعرض حل الاستخراج الذكي للبيانات من مركز الوثائق الإلكتروني كيفية القيام بذلك على أرض الواقع. فمن خلال الاستفادة من تقنية الذكاء الاصطناعي المتقدمة، يستخرج الحل البيانات بدقة من الوثائق الورقية والرقمية للحصول على المعلومات المطلوبة وينقل بعد ذلك البيانات إلى أنظمة شركتكم. في حالة الوثائق الرقمية، يمكن القيام بذلك من خلال عملية سحب وإفلات بسيطة في واجهة أداة الاستخراج الذكي للبيانات. أما للوثائق الورقية، تستخرج الأداة البيانات بالعمل مع ماسح ضوئي. ويتم إنجاز كل ذلك بمعدل دقة مدهش يبلغ 99.5%، مما يلغي الحاجة إلى إدخال البيانات يدوياً، ويقلل الوقت المستغرق في معالجة الوثائق واستخراج البيانات بنسبة 90%، ويقلل التكاليف بنسبة تصل إلى 80%.
والأهم من ذلك، أنه يمكن دمج حل الاستخراج الذكي للبيانات من مركز الوثائق الإلكتروني في عمليات التعرف على العميل والتعرف على النشاط التجاري، مما يبسط عملية تأهيل العملاء، ويقلل وقت المعالجة لمقدمي الخدمات، ويسهل التحقق الآلي من الوثائق مع السلطات المعنية وأنظمتها.
الاستفادة من فرصة التكنولوجيا المالية في الشرق الأوسط
تشير التوقعات إلى أن قطاع التكنولوجيا المالية سيواصل نموه القوي في منطقة الشرق الأوسط، مع ظهور منافسين محليين وعالميين جدد يتنافسون للاستحواذ على أكبر حصة من قاعدة مستهلكين ذات قيمة عالية. إن نطاق نمو التكنولوجيا المالية في الشرق الأوسط هائل، لكن يتوجب على مقدمي الخدمات المتنافسين تمييز أنفسهم عن الآخرين لضمان تحقيق النجاح. وتعد تجربة العملاء، وعملية تأهيل العملاء على وجه الخصوص هي المكان الأمثل للبدء.
إن استخدام التكنولوجيا الرقمية المناسبة لتقديم تجربة محسّنة للعملاء سيمنح شركتكم ميزة تنافسية قوية. وفي مركز الوثائق الإلكتروني، تم تصميم حلولنا خصيصاً لتحقيق هذا الغرض.
لمعرفة المزيد حول كيفية قيام حلول مركز الوثائق الإلكتروني المتطورة بتحسين عملية تأهيل عملاء مؤسستكم، تحدثوا إلى أحد مستشارينا الخبراء اليوم.